بسم الله الرحمن الرحيم
الإتحاد الوطني تأملات المسير
شهد يوم الرابع من مايو /2006م افتتاح المؤتمر العام الأول للحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا الذي افتتح بقاعة الشارقة بالخرطوم في تظاهرة طلابية حاشدة ، يحدوها الأمل في استكمال طريق شاق بدأ حلما وعاش واقعا بين الصفاء والقتامة ، أطلت الحركة الوليدة من صلب ذاك الواقع في سماء الكيانات الطلابية نجما نائرا ، حاملا هموم أبناء الشعب الارتري خدمة ورعاية أكاديمية وتأهيلا لجيل رائد يسهم في قيادة شعبه نحو الحرية والبناء والتقدم والإستقرار ، يومها كانت الأصوات تردد صدى أنشودة (بدأ المسير إلى الهدف والكل في عزم زحف) التي عبقت أثير القاعة شذى فواحا ،وعلى إيقاعها تناغمت روح الإخاء فكانت إحتفائية إفتتاح المؤتمر العام الأول ميلاد جديد لمسيرة ممتدة تجاوزت وهن إنكسارتها وضيق مساحتها إلى رحاب سماوات الأمل حالمة بغد أفضل وميادين أرحب وأوسع ، تستشرف فيها أبناء الشعب الإرتري وتشملهم بعنايتها خدمة ورعاية .
انطلقت مسيرة الحركة الاسلامية تشق طريقها والتحديات بصنوفها ماثلة أمامها ، فكان قدر قيادة الكيان الطلابي في تلك المرحلة الحرجة أن تلبي أشواق وآمال طلابها وأن تتجاوز العقبات نحو أهدافها وغاياتها .
قاد تلك المرحلة جيل عاصر الحركة الطلابية الإسلامية الإرترية وشهد إشراقاتها وإخفاقاتها ، فقدموا جهدا مقدرا في كل المجالات الأكاديمية والتربوية والتنظيمية وشهد الكيان الوليد مرحلة من البناء امتدت لتشمل قطاعا عريضا من الطلاب رعاية وخدمة وتأهيلا رغم ما كان يعانيه الكيان لطلابي من شح الموارد المادية فقد استطاعت الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا أن تعبر تلك المرحلة وهي قد وضعت بصمات البداية وأرست أعمدة البناء المؤسسي .
كما هو معلوم أن دور الكيان الطلابي بالأساس يرتكز في رعاية الطلاب والإهتمام بهم إلا أن الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا لم يقتصر دورها في رعاية الطلاب بل كان الشباب الإرتري عنصرا أساسيا في منظومة الكيان ولذا كان الشباب يمثل إحدي جناحي الكيان اللذان يحلق بهما في سماء الواقع الإرتري ولا أدل على هذا من ذاك الحضور المشهود للشباب جنبا إلى جنب مع الطلاب من جميع عضوية الحركة الطلابية والشابية في المؤتمر العام الأول للحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا ، وبناء على هذا كانت ولا تزال الأنشطة الشبابية ورعاية الأندية وتأهيل الشباب والإسهام في حل إشكالاتهم يشغل حيزا كبيرا في برامج الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا .
في يوم 9 أكتوبر 2009م افتتحت الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا مؤتمرها العام الثاني تحت شعار ( الطلاب عقول تهدي وأيادي تبني ) كان يومها كل شيئ يجسد شعارالمؤتمر عنوان المرحلة القادمة ، مرحلة ترتكز على هداية العقول واستثمار الامكانيات البشرية وتطويرها لترفد الكيان عطاء وبذلا أكبر بعد مرحلة البناء والإنكفاء على الذات عبر التمدد نحو مساحات الوطن والإقليم والمجتمع والإسهام في بناء المجتمع الإرتري عبرإعداد الأجيال الواعدة للتغيير نحو الأفضل والإسهام في بناء مجتمع معافى من إرث الماضي السالب عبرتجسيد الوحدة الوطنية وإزكاء روح الإخاء الإيماني وبناء مجتمع الجسد الواحد .
كان المؤتمر العام الثاني وثبة أخرى في طريق التأسيس الممنهج والعمل الدؤوب من أجل تطوير الكيان الطلابي وتعزيز قدراته البشرية والمادية بدا الجيل الثاني من طلاب الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا الذي تصدر قيادة الحركة بعد المؤتمر العام الثاني يتطلع لتحقيق شعار المؤتمر ومقرراته وتوصياته عبر البرامج الدورية التي تستهدف الطلاب والشباب وبذلت الأمانة العامة جهدا واسعا ، فشهدت المرحلة إهتماما بالعلاقات والتواصل وفتح آفاق جديدة في التواصل مع المنظمات الداعمة مما جعل الكيان يسهم في برامج الإفطارات والأضاحي وزكاة الفطر في معسكرات اللجوء الإرتري فضلا عن برامج المنح والأنشطة الشبابية الرياضية ، وإصدار نشرة الفجر الدورية التي تعكس أنشطة الحركة الاسلامية لطلبة وشباب وقد تميزت الإصدارة بتنوع الموضوعات ثقافيا وفكريا وتربويا .
وفي الرابع من إبريل 2014م كانت الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا أمام إستحقاق دستوري حيث إنعقاد المؤتمر العام الثالث للحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا والذي افتتحت أعماله في قاعة المؤتمرات الدولية بجامعة الزعيم الأزهري بحضور عدد من ممثلي الإتحادات الطلابية والمواقع الإرترية أبرزها الإتحاد الإسلامي للطلاب الإرتريين والرابطة الإسلامية لطلاب وشباب ارتريا وممثل موقع ارتريا اليوم كما العادة في كل مؤتمرات الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا ، وعلى أنغام أصوات فرقة المعالي للإنشاد كانت تصدح أصوات الحضور ترديدا عذبا ، كان الحضور يعكس تنوع الحركة شبابا وطلابا من جميع مراحل التعليم وشتى مناطق الوجود الإرتري .
مرعام وأيام على إنعقاد المؤتمر العام الثالث للحركة الإسلامية لطلبة وقد شهد الكيان تغييرا للإسم السابق من ( الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا ) الى الإسم الجديد ( الإتحاد الوطني للطلاب الإرترين ) كأحد مخرجات المؤتمر العام الثالث . ويعد التجديد أحد سمات الحركة الإسلامية لطلبة وشباب ارتريا ، تجديدا في الدماء والسياسات والبرامج ولذا تمتاز كل دورة عن سابقتها أداء وإنجازا .مع ريادة السبق للسابقين .
مضى عام والإتحاد الوطني للطلاب الإرتريين بطلابه وشبابه يواصل نهج سابقيه وإن اختلفت الأسماء وتجددت الأجيال متعاقبة في قيادته فسيبقى الكيان مؤمنا بأهدافه مواصلا الطريق خدمة ورعاية للطلاب والشباب الإرتري ، طامحا لمزيد من الرقي والتقدم في كل المجالات الخدمية والأكاديمية والتربوية والتأهيلية . متكاملا مع غيره من الكيانات الطلابية الإرترية تنسيقا وتعاونا يسهم في رفع المعاناة عن الشعب الإرتري ويحقق جودة في خدمة الطالب والشباب الإرتري .
بقلم : أبوصهيب
5 / 6 / 2015م
|