بيان بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسون للفاتح من سبتمبر

بسم الله الرحمن الرحيم

الإتحاد الوطني للطلاب الإرتريين

بيان بمناسبة الذكرى الثالثة والخمسون للفاتح من سبتمبر

تمر ذكرى إنطلاقة شرارة الكفاح المسلح في الفاتح من سبتمبر عام 1961م هذا العام متوشحة مايربو على نصف قرن من الزمان من بطولات وأمجاد الشعب الإرتري وآهاته وآلامه ، ذاك الشعب الذي مهر حريته وإستقلال أرضه ثلاثة عقود من النضال والتضحيات الجسام ، منذ أطلق الشهيد عواتي ورفاقه من الرعيل الأول الشرارة الأولي لمسيرة النضال والكفاح المسلح وحتى فجر الإستقلال في 24 مايو عام 1991م .

وهاهي الذكرى تتجدد كل عام وأحلام الوطن والإستقرار تلوح سرابا مترائيا ، والمعانات تترى، تطوق شعبنا الإرتري في الداخل والخارج ، نزوحا وتشردا وضياعا في الفيافي والبحار، شباب تتلقفه ذئاب بشرية وأيدغادرة وأعماق محيطات ، ومن ركام المعانات والمحن يطل علينا الفاتح من سبتمبر بمعانيه السامية يبعث فينا نفحة من مجد الآباء حيث الإباء والشموخ ، والإرادة الفولاذية في مقاومة المستعمر . سبتمبر يأتي ليعلمنا الصمود والمقاومة والأمل ، ورغم المآسي فها نحن يا سبتمبر نحتفي بك وننتزع البسمة من بين ذرات الدموع ، وننسج خيوط التلاقي على ظهر المحن ، ها نحن نعبر الليل ونحتفي بك فجرا قادما يحطم كل القيود.

جماهيرنا شعبنا الأبي :

إن الفاتح من سبتمبر 1961م هي آصرة نضالات ومجاهدات شعبنا كلها والتي تجسد تأريخ الثورة الإرترية وبطولات وأمجاد الرعيل الأول وأحفادهم المناضلون والمقاومون من أبناء شعبنا الإرتري ، وعلى رأسهم غرة الركب الشهيد البطل حامد ادريس عواتي مفجر الثورة الإرترية والكفاح المسلح ، وإن تخليد ذكرى سبتمبر تخليد لتأريخ الشعب الإرتري ومجاهداته وحفظ لوجدانه وذاكرته الجمعية ، فالفاتح من سبتمبر ، مجد كل الشعب الإرتري وتأريخه البطولي ، كما أن عواتي رمز الشعب الإرتري، ورمز كفاحه ونضالاته المتوجة بالإستقلال ، وسيظل رمزا للشعب الإرتري لايقبل الإختزال ولا التجاهل أو لإنتقاص .

جماهير شعبنا الإرتري الصامد في الداخل والداخل إن ذكرى الفاتح من سبتمبر يجب ألا يقتصر على الإحتفاء والمظاهر الشكلية بيوم من كل عام ، بل ينبغي علينا أن نستلهم منها معاني الإرادة والصمود والوحدة الوطنية في مسيرتنا نحو دولة العدالة والقانون، تلك المعاني التي تحلى بها نفر قليل من أبناء الشعب الإرتري لايملكون مقومات مواجهة جيش المستعمر المدجج ، فصنعوا مجدا للشعب الإرتري بإطلاق شرارة الكفاح المسلح وإطلاق رصاصة الرحمة على كبرياء المستعمر وجبروته .

وإن أبلغ درس نستلهمه من الفاتح من سبتمبر هودرس الإرادة الجماعية في الإنعتاق من ربقة الدكتاتورية ومواجهة الواقع بعزم وتفان في بناء دولة العدالة والمؤسسات ، فالتغيير نحو الأفضل ركائزه هي الوحدة والإرادة الصلبة ، في مواجهة التحديات الماثلة ، وإن أكبر تحد يواجه شعبنا الإرتري هو الحفاظ على كيانه كوطن مستقل ومكتسباته الوطنية والنضالية وإرثه المجتمعي وتعايشه السلمي في وطن تسوده العدالة والحرية والكرامة الإنسانية .

إننا ندعوا كل فئات شعبنا في الداخل والخارج وقواه السياسية والمدنية والطلابية إلى الإصطفاف لتغيير واقع الشعب الإرتري المر وإنتشال الوطن والمواطن من وهدة التردي والضياع إلى ساحات وطن العدالة والأمان . وأن نجعل من قيم الفاتح من سبتمبر محطة للإنطلاق في مسيرة التغيير بروح متحدة ووجدان موحد، نستشرف المستقبل بصلابة الماضي وروح الحاضر التواقة للحرية والتحرر من الإستبداد، متسامين عن طوق الإنتماءات الحزبية والمفاهيم الأولية إلى إنتماء الوطن الواحد المتنوع ثقافة ودينا ومجتمعا

عاش الشعب الإرتري حرا كريما

وعاشت ارتريا وطنا لكل أبناءها

امانة العلاقات الخارجية والإعلام

 
01-09-2014
Print this page.
http://www.nuoes.com